قصه أبكتنى كثيرا::
==========
الملاك والشيطان ...
يـُـحكى أن في القدم كان هناك حاكم ايطالي دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبركنيسة في البلاد،
امره أن يرسم صوة لملاك و يرسم مقابلها صورة الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله، الخير والشر،
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..لم يدم البحث طويلا حتى عثر على طفل بريء وجميل
يطل النور من وجهه الأبيض واضح بعينه السعادة، ذهب معه الى أهله و استأذنهم في استلهام صورة الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي،
و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس، كان نسخه من وجه الطفل مع اضافة مخيلة الفنان وروعة مهارته لترسم صورة ملاك بنظرة البرائة.
و لم ترسم لوحه أروع منها في ذلك الزمان
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان
و كان الرجل جادا في الموضوع
لذا بحث كثيراً، و طال بحثه لسنوات. جنود الملك يبحثون والكل يبحث، مرت حوالي اربعين سنة ، أصبح الحاكم على وشك الموت وهو خائف الا يستكمل التحفه التاريخية ويتحقق حلمه،
لذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب،،
و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات .و أماكن المجرمين
لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين
و ذات مره
عثر الفنان فجاه على(الشيطان!)
كان عبارة عن رجل قبيح المنظر. وجهه مليئ بالتجاعيد، ملابسه جد متسخة. تنبعث منه رائحة كريهة ،كان سكرانا بيده زجاجة خمر في زاوية ضيقه داخل حانه قذرة.
اقترب منه الرسام بلهفة وحدثه حول طلب الملك.. و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل ..كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الأسنان
فرح به الملك لأن العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية.
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)
و ذات يوم
التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعة تنزل على خده
فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر!
فاجابه والدموع تتقاطر من عينه ، اكمل الصورة لا تهتم لحالي.
بدأ الفنان بالرسم ، فاذا بالرجل يهيج بكاءا، نظر للرسام وعينه غارقة بالدموع وقال له. رأيت فجأة تلك الصورة بالحائط فتذكرتك، نعم انك انت الذي رسمتني عندما كنت طفلا صغيرا. وقفت امامك عندما كنت شبه ملاك. وها انت الآن ترسمني على اساس اني اشبه الشيطان.
نظر الرسام لصورة الطفل الملاك ونظر لوجه الرجل . كانت الصدمة قوية. بدأت الدموع تتسلل لوجه الرسام ايضا. عانق الرجل وجلسا معا يبكيان أمام صورة الطفل الملاك. اخبره ان الحياة ومشاكلها غيرت قلبه . وان ذنوبه جعلت منه انسانا بدون مبادئ بدون ضمير بدون أمل بدوم عبادة. انسان اقرب الى الشيطان.
*
ان الله يخلقنا جميعا كالملائكة ولكن نحن من يغير ونشوه أنفسنا ...بسبب معاصينا...
لذلك قال الله
انا هديناه النجدين)
اي طريق الخير والشر.....
فلاتلوث روحك ونور وجهك وبصيرتك بأفعالك السيئة